احتضنت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران يومي 23 و 24 افريل 2025 فعاليات الأيام التكوينية الثانية، المنظمة من طرف مصلحة الأمراض الصدرية تحت إشراف البروفيسور وردي عيسى بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للأمراض الصدرية، و التي خصصت في طبعتها الثانية للاضطرابات التنفسية التي لها علاقة بالنوم، مثل تقلص المجاري الهوائية وانسدادات التنفس خلال النوم(L’année du Sommeil) والمشاكل الصحية الناتجة عنها. و قد شارك في هذه الأيام التكوينية أكثر من 150 طبيبًا مختصًا قدموا من مختلف ولايات الوطن على غرار وهران، تلمسان، مستغانم، سيدي بلعباس، قسنطينة، والجزائر العاصمة، يمثلون مؤسسات استشفائية عمومية وخاصة، كما شهدت الفعالية حضور أطباء من تخصصات مختلفة، تشمل الأمراض الصدرية، أمراض القلب، طب الأعصاب، طب الأنف والأذن والحنجرة، علم وظائف الأعصاب، طب الاسنان، تخصص أمراض السكري و الانعاش الطبي. ويعكس هذا الحضور الطبي المتعدد التخصصات نظرا للطبيعة المعقدة لهذا المرض، الذي يستدعي تكفلًا مشتركًا وتشخيصًا دقيقًا لضمان علاج فعال ومناسب.
من بين المشاركين، كان الخبير الدولي الدكتور ديبات كريم، المختص في النوم والإنعاش، الذي قدم من أوروبا، والذي أضاف قيمة علمية كبيرة للفعالية من خلال محاضراته المتخصصة في هذا المجال.
وفي هذا السياق، صرح البروفيسور وردي عيسى رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 وهران قائلاً:
“إن اضطرابات التنفس أثناء النوم تعد من الأمراض غير المعروفة للكثيرين، رغم تأثيراتها الكبيرة على الصحة العامة. هذه الاضطرابات لا تقتصر على مشاكل التنفس فقط، بل تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية، بالإضافة إلى السكري و غيرها. ولذلك، كان من الضروري أن يتم تنظيم هذا الحدث الطبي المتعدد التخصصات، الذي يعكس أهمية التعاون بين مختلف التخصصات الطبية لتشخيص ومعالجة المرض بشكل شامل.”
كما اشار البروفيسور إلى أن أعراض هذا الاضطراب لا تكون دومًا واضحة، إذ يتطلب التشخيص الدقيق و إخضاع المريض لفحص تخطيط التنفس، لمعرفة ما إذا كان يعاني من إنقطاعات للتنفس أثناء النوم و عليه تم اعادة تفعيل وحدة مختصة في تشخيص وعلاج هذه الاضطرابات على مستوى مصلحة الامراض الصدرية بالمؤسسة تستقبل أسبوعيًا حالتين إلى ثلاث حالات، وتستخدم جهاز “تسجيل انقطاع التنفس أثناء النوم ” (L’enregistrement de la Polygraphie). وسيتم قريبًا اعتماد جهاز “تخطيط النوم الكامل” (Polysomnographie)، الذي يوفّر دقة أكبر في التشخيص، حيث لا يكتفي برصد توقفات التنفس، بل يُسجّل أيضًا نشاط الدماغ أثناء النوم، مما يسمح بالكشف عن “الاستيقاظات الجزئية او الغير شعورية أثناء الليل التي لا يشعر بها المريض، لكنها تؤثر سلبًا على جودة النوم مما يؤدي الى مضاعفات صحية على المدى الطويل. ومن شأن هذه الوحدة المتقدمة أن تمثل قفزة نوعية في تشخيص و علاج هذا النوع من الاضطرابات، التي تمثل خطرًا حقيقيًا على الصحة الجسدية والعقلية للإنسان.
للإشارة فقد تم افتتاح هذه الأيام التكوينية، من طرف السيد بار رابح المدير العام للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران و التي نظمت على مدار يومين، حيث خصص اليوم الأول للمحاضرات العلمية واليوم الثاني للورشات التكوينية، كما تم تنظيم مائدة مستديرة خلال الحدث، اين تم طرح مجموعة من التوصيات التي سيتم رفعها إلى إدارة المؤسسة بهدف تحسين التوجيه والتشخيص والتكفل الشامل بمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم. من أبرز هذه التوصيات إنشاء شبكة متعددة التخصصات تشمل أطباء الأمراض الصدرية، أمراض القلب، طب الأعصاب، طب الأنف والأذن والحنجرة، والاختصاصات الأخرى ذات الصلة. هذه الشبكة ستعمل على التكفل الشامل بالمرضى، من خلال تبادل الخبرات والتعاون في تشخيص الحالات المعقدة ووضع خطط علاجية متكاملة.